لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعمة العقل ولولاه ما استطاع أن يتمكن من جمع هذا القدر الهائل من المعرفة والعلوم المختلفة عبر التاريخ الإنساني فالعلم والمعرفة هما في حقيقة الأمر محوران رئيسيان تدور في فلكهما حضارات الأمم ،فالمعرفة تزداد يوماً بعد يوم مع تقدم الحياة علي الأرض والعلوم تلهث ورائها لتفسر وتعمم وتصنع منها النظريات التي تقوم بدورها لخدمة البشرية كافة فترتقي بها الأمم وترتفع هامات الشعوب كلما كان البحث العلمي مرتبطاً ارتباطا وثيقاً بالثقافة و جزءاً لا يتجزأ من إنسانيته.
وإيماناً صادقا ًمن قواتنا المسلحة المصرية سيف الأمة العربية ودرعها سواء سلما أو حربا، بأن صناعة المستقبل المصري والعربي هو مسؤولية الكليات والمعاهد العلمية فهي لاتقل بأي حال من الأحوال عن مسؤولية السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية في بناء الدول،وبناء علي ذلك لن يكون هناك علم أو تقدم علمي بدون توعية بأهمية ودور البحث العلمي الفاعل في بناء الوطن والأمة العربية.
ولذا فقد تم إنشاء الكلية العسكرية لعلوم الإدارة لضباط القوات المسلحة بالقانون (101 لسنة 1986م) ولائحته التنفيذية ليكون هذا الصرح منبراً شامخاً يلتف حوله طلاب البحث العلمي من الضباط المصريين والوافدين من الدول العربية الشقيقة لتلقي أحدث ما وصلت إليه الدراسات العلمية فى مجال علوم الإدارة والاقتصاد والإحصاء والمحاسبة والعلاقات الدولية وتعلم أسس ومناهج البحث العلمي تحت أشراف مجموعة من أعضاء هيئة التدريس الأكفاء إستناداً إلى أساليب التدريس الأكثر فاعلية وتطبيقاً لأحدث المعايير المتبعة والمعمول بها في الجامعات المصرية.
ولذا من دواعي الفخر أن أقدم لكم هذا الدليل الإرشادي عن ما يقدمه هذا الصرح العريق من خدمات لطلاب البحث العلمي، وإيماناً منا بأن المعركة الحقيقية لتحقيق التقدم العلمي المنشود والذي يمكن أن يكون سبيلاً لتحسين أوضاع الوطن والأمة العربية إنما تكمن في مراجعة وتطوير خططنا وأساليبنا وبرامجنا بشكل دائم لتتناسب مع التغير المستمر والسريع في حياتنا واحتياجاتنا ، حتي يكون العلم مفيداً ونافعاً ويشعر المجتمع بقيمته وأهميته ويصير نوعاً من التكامل بين المؤسسات العلمية وباقي كيانات المجتمع الأخرى ، هدفه الارتقاء بمستوى الأداء في كافة المجالات ، فنصنع بذلك حضارة حديثة تليق بعراقة حضارتنا المصرية القديمة التي كانت و لازالت مسار إعجاب وإبهار للعالم أجمع عبر مختلف العصور.